يطلق مصطلح "متون الأهرام"على أقدم النصوص الجنائزية من مصر؛ وقد نقشت على جدران الممرات والغرف داخل أهرام عصر الدولة القديمة. وترجع أول النسخ المعروفة من نصوص الأهرام إلى الأسرة ال5؛ وهى مدونة في هرم الملك" أوناس" بسقارة. وكانت النصوص حقا مقصوراً على الملوك (وإن كان قد عثر عليها أيضا في أهرام ملكات بيبي الثاني الثلاث). وفى القرون التالية ظهرت بعض النصوص على توابيت كبار المسئولين، وهذه تكون ما يعرف باسم "نصوص التوابيت". ولقد أصبحت النصوص الجنائزية متاحة، فيما بعد، لقطاع أعرض من الناس؛ في شكل ما يعرف باسم "كتاب الموتى". وظهرت بعض أجزاء من نصوص الأهرام المعدلة بكثافة في طقوس المعابد، اعتباراً من عصر الدولة الحديثة. وعرفت متون الأهرام أيضاً في العصر المتأخر وقد ظهرت هذه على جدران المقابر وعلى التوابيت، وكذلك مدونة على أوراق البردي. ومن المفترض أن هذه النصوص قد اشتقت مباشرة من نماذج ترجع إلى عصر الدولة القديمة؛ ويتضح هذا في الأساس من دقة النسخ والالتزام بالإملاء الصحيح. ومن اللافت أنها تحتوى على تعاويذ معروفة منذ عصر الدولة القديمة نفسها. ومتون الأهرام مجموعة شديدة التنوع من مئات التعاويذ. وليس هناك هرم واحد يضم كافة التعاويذ؛ كما أن أماكن تدوينها غير ثابتة. ويمكن التعرف على أنواع مختلفة من النصوص؛ فهناك مثلاً نصوص طقسية في طبيعتها, وهى ربما تتعلق بالطقوس المصاحبة لمراحل دفن الملك. ومن بين هذه الأنواع من التعاويذ، الصيغة الأقدم لطقس "فتح الفم". ويتجه الجزء الأكبر من التعاويذ على أمور استمرار حياة المتوفى في العالم الآخر؛ وهى ما تعرف بنصوص "ساخو" ونصوص "التحول أو التجلي"، حيث تحول المتوفى إلى" آخ ". ولقد صيغت تلك التعاويذ على نحو يتطلب نطقها بصوت مرتفع؛ من جانب المتوفى نفسه. وهناك كذلك، تلك النصوص التي تهدف إلى حماية المتوفى بوسائل سحرية. ويتباين تاريخ صياغة معظم التعاويذ بشكل كبير جداً. فتشير بعض التعاويذ، مثلا، إلى تقاليد الدفن في عصر ما قبل الأسرات؛ حيث كان يدفن المتوفى في قبر منخفض قليلاً، في رمال الصحراء. ويبدو أن جزءاً كبيراً من أفكار التعاويذ قد تنشأ أصلا في هليوبوليس وفيها يتأكد دور الرب رع، واستمرار حياة المتوفى في مملكة هذا الرب. كما يذكر العالم السفلى للرب أوزوريس، دائما، على نحو منفر؛ فالمتوفى يكره أن يحبس داخل مسكن أوزوريس المظلم.